Sunday, 6 November 2011

جولة الصراع الأخير

جولة الصراع الأخير

فى قلب المعركه .. لازلت أصارع المجهول ... و لو كان المجهول رجلا لقتلته ... أضرب سيفى فى الفضاء الواسع أمامى .. فيرتد الى مخضبا بالدماء ... يلفنى الظلام ولا أرى وجه ضحيتى .... و لا أرى عمق أصابته .. و لكنى أدرى أنى أصبت شيئا ما ...

تمتد معركتى الأزليه مع المجهول الى ان تخور قواى .. و تخلد نفسى الى الراحه بعد التعب ...و النوم بعض الوقت .. لكنى لم اتذوق بعد نشوه الانتصار على خصم مجهول .. استرجع فيها تفاصيل معركتى .. فأجد أنى لم أصيب شيئا ... الا حافه سيفى و قد أنهكها الكثير من الصراع .. و قد التوت مقدمتها الفولاذيه من حده الضربات ... و من قوه الخصم ...

استفيق من راحتى ... فأجد نفسى لا أزال أصارع ... لا أزال أشق بسيفى الفضاء .. لا أزال أتعب و أرتاح .. و ما من منتصر .. و ما من مهزوم ..
كنت على يقين بأنى قد لا أميز ملامح خصمى .. كنت على يقين أيضا بأننى لأ أعلم الغايه ان قتلته ...و لا أدرى الواقع ولا الدافع وراء كل هذا الصراع ... غير رغبه ولدت فى نفسى .. أو نفسى ولدت بها تدفعنى ألى الخوف من المجهول و مقاومته ... الى ان يقضى على التعب ...




 فى جوله صراعى الأخير ... أنهكنى التعب ... و أحسست بالوهن يدب فى ذراعى و أوصالى ... كما أحسست ببعد الأمل و الهدف و مدى استحقاقه للتضحيه ... فألقيت سيفى فى الفضاء الممتد أمامى ... علله يصيب بمقتل هذه المره .. علله ايضا لا يصيب فينال منى خصمى ... كل ما أردته كان انهاء هذه اللحظات المريره من المعاناه ... ألقيت سيفى ... و كا ما علمته أنه لم يرتد ألى هذا النصل المخضب بالدماء .. كما اننى لم يقاومنى أو يقتلنى أحد ... فلا زلت أتنفس !! .... عندها ... عندها فقط .. توقفت .. و انهارت قواى تماما و القيت بنفسى ارضا ... لأحلق فى الفضاء الواسع أمامى بلأالئه الممتده على فراش السماء ... وقعت ارضا ليس من هول التعب ... و لكن بعد أن اكتشفت اننى كنت أصارع خصما وهميا ... خصما عتيا ... قاتلنى دهورا ... قاتلنى , و قاتلته ... فقط .. فى خيالى ...


و النصل ... و الدم ..
كلها أصابات أحدثها صراعى مع نفسى ...
أحدثها ذلك السيف العنيد .. فى حامله الأعند ... فى معركته اللدود مع النفس ..

كم نتمنى أن نعرف عدونا ... بدلا من .. أن نصنع من أنفسنا العدو

جميل جدا أن نتصالح مع أنفسنا ... و نقبلها على علاتها .. و تناقضاتها ..

جميل جدا أن نهذب أنفسنا و نربيها على تقوى الله و الرضا بما قسمه لنا ... بعيدا عن صراعات الحياه ... التى لا تقتل الا النفس .. و كلها الى زوال ... انظر الى الفضاء الواسع امامك ... و صالح نفسك ...

No comments:

Post a Comment